30‏/04‏/2008

[ مَا قَالَهُ شَيْخِيْ ] :

حدّثَنِي شَيْخِيْ : ابْنُ عَاقِل ، وَ كَانَ خَبِيْرَاً بِالْفِتَنِ وَ الْقَلاقِل .يَتَغَلْغَلُ فِيْهَا مِنْ فِيْهَا ، فَيُخْرِجُ مَنْ فِيْهَا مِنْ فِيْهَا ..
قَائِلاً :
يَابُنَيْ : لا تُمْسِكُ الْمَاءَ عَنْ هَالِكْ . وَ عَبَّدْ لِفِكْرِكَ الْمَسَالِك .فَالْعَقْلُ نِعْمَتُهُ النِّقَمْ وَ نِقْمَتُهُ النِّعَمْ ، وَ دَاؤُهُ الْحَسَدْ إنْ أصْبَحَ حَبْلُ الْجَاهِلِ مِنْ مَسَدْ .
فَسَألْتُهُ :
- يَا شَيْخِيْ ، وَكَيْفَ يِكُوْنُ حَبْلُ الْجَاهِلِ مِنْ مَسَدْ ؟
فَأجَابَ بِغَصّة مَا نَصّهْ :
" عِنْدَمَا قِيْلَ : ( كُلٌ إنَاءٍ بِمَا فِيْهِ يَنْضَحْ ) لَمْ يُسْتَثْنَى إنَاءُ الْجَهْلِ أنْ يَنْصَحْ .فَالْعَقْلُ إنَاءْ ، وَ كُلٌ شَارِبٌ بِلا اسْتِثْنَاءْ ، فَمِنْهُمْ شَارِبٌ دَوَاءَهُ وَ مِنْهُمْ شَارِبُ الدَّاءْ . وَ سَيَأتِيْكَ زَمَنُ الْفَضَائِيَّاتْ . ذَاكَ الْمَصْحُوْبٌ بِالْغَوْغَائِيّاتْ .عَارِيَةٌ أَعْضَاؤُهْوَ فَاضِحَةٌ أنْبَاؤُهْ . يُنَضِّرُ بِهَا الْجَهَلَه ، وَ يُعْطَى لِجَهْلِهِم مُهْلَه . يَتَحَدَّثُوْنَ بِاسْمِ الثَّقَافه ، فَتَلْفِظُ ألْسِنَتُهُم : سَخَافَه . وَ الْجَدِيْدُ كَارِثَةُ تَحْبِيْ . بِمَا يُسَمّى قَنَوَاتُ الشِّعْرِ الشَّعْبيْ . وَ هَذِهِ حَدّثْ عَنْهَا بِحَرَجْ ، وَ ابْصُقْ عَلَى مَنْ فَِيْهَا خَرَجْ . فَقَصَائِدُهُم رُعْبْ ، فَضلاً عَنْ كَوْنِهَا بِلَهَجَةِ الشَّعْبْ . كُلٌ مَادِحٌ نَفْسَهُوَ غَاضِبْ ، مَعَ أنّ مَادِحاً نَفْسُهُ كَاذِب .
وَ الأمْرُ أدْهَى مِنْ ذَلِكَ وَ أمَرْ عِنْدَمَا يُنَظِّرُ زَيْدَاً : عُمَرْ .
ذَاكَ يَرَى الْحَدَاثَةَ كُفْرْ ، وَ الآخَرُ يَرَى التَّفْعِيْلَةَ نَثْرْ .مُشْكِلَتُهُمْ كَثِيْرُوْن ، لأنّ أتْبَاعَهُمُ الْغَاوُون . فَلا رَادّ لِزَحْفِهِمْ وَ لامُزِيْلَ لِجَهْلِهِمْ . الْقَنَوَاتُ آنِيَتُهُم الَّتِيْ بِهَا سُكِبُوا ، وَ بَيْعُ الضَّمَائِرِ تِجَارَتُهُم الَّتِيْ بِهَا كَسِبُوْا . وَ الْمُشَاهِدُ وَ حَدَهُ مَنْ يَشْرَبُ مُرْغَمَا . لأنّ الشَّاشَةَ تَنْضَحُ بِمَا هَمَا . وَ مَا هَمَا كَثِيْرٌ أبْعَدَ الْعَاقِلْ ، لأنّ مَا دَلّ مِنَ الْعَقِلِ مِمَّا قَلْ . وَ هُنَا يُصْبِحُ حَبْلُ الْجَاهِلِمِنْ مِسَدْ ، فَلا يُعْطِيْ الْعَاقِلَ إلاّ الْحَسَدْ . وَ نَشْرَبُ مُرْغَمِيْنْ . ألاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِيْنْ .أرَاَيْتَ يَا بُنَيّ أنَّ َصَاحِبُ الْقَوْلِ دَاهِيَةُ عَصْرِهْ ، إذْ اسْتَنْبَأ الآتِيْ بِقُوْةِ بَصَرِهْ " .

ليست هناك تعليقات: