30‏/04‏/2008

[ الثّقَافَةُ وَ الْمَعْلُوْمَة ]






- المعلومة : رؤية

الثقافة : رؤيا

- المعلومة : جامدة

الثقافة : متحركة

- المعلومة : عامة الثقافة : خاصة


- ليس شرطاً أنْ تُنتج المعلومة ثقافة ، ولكن شرط الثقافة المعلومة .

- رجل الدين : عالمالكاتب والشاعر والروائي : مثقف .


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ



المعلومة مادةٌ خام يستقبلها العقل فإمّا أنْ تبقى على ماهي عليهمن جمود وإمّا أنْ تتحول مع سابقاتها القابعة في عقلٍ مدرك إلىثقافة عن طريق مزجها بالرؤيا تلك التي تختلف عن الرؤية المختصة بالمعلومة .كيف ؟

المعلومة رؤية خاصة جامدة لا تحمل و تحتمل غيرها إلا عندماتسكن في عقلٍ له رؤاه الخاصة بالأشياء ومن ضمن هذه الأشياءتلك المعلومات أي :

كيف يتعامل معها و يستخدمها و يمزجها مع سابقاتها لينتجهابعد ذلك مصحوبةً برؤاه التي نطلق عليها ثقافته .

مَن يُجيب على أسئلة " من سيربح المليون " لن أسميه مثقفاً بل هو صاحب معلوماتٍ يمتلك كثيراً منها .

أمّا من يُجيب على أسئلةٍ كـ " لماذا و كيف " وتلك الأسئلة المصيرية معتمداً على نفس المعلومة التي يمتلكها ذلك المتسابق إلا أنّه خالطها شيءٌ من رؤاه ونظرته وتعامله مع هذه المعلومة أو تلك وكيفيّة استقباله لها سأسمي ذلك مثقفاً .


لأسكبَ ماء التوضيح على نبتة الحقيقة :


لأنّ رجل الدين صاحب " معلومةٍ " فقط وهذه المعلومة ثابةٌ لا تتغير على مرّ السنين - حتى إنْ تغيّرت فهي بإجماعٍ لا تفرّد -

أقول :

لأنّ رجل الدين كذلك أُطلقَ عليه " عالم " أي صاحب معلومة مع اختلاف هذا المسمّى عند " الشاعر ، الكاتب ، الروائيالفنان ، الرسّام ... إلخ " إذ يُنعتون بالمثقفين لأنّ علمهملا يحتاج إلى المعلومة مُجرّدةً من فِكرهم ورؤاهم بل يلزمهامع وجودها تعاملاً خاصاً لتنطلق بهم وينطلقون بها .هذا ما أراه ولكم رؤاكم التي لن تجد إلا حبّاً وكرامة .

[ الشّعْبُ أفْيُوْنُ الأدْيَان ]






الدين أفيون الشعـوب "قالوها ذات إلحادٍ ، فـ أُلْحِدوا !

الآن :

- أصبح [ الشعـب أفيون الأديان ] قالوها ذات حقيقةٍ وأيضاً أُلْحِدوا !! .


:


وبين الدين والشعب شَعْرة ، إنْ قُطِعت ستتعرى الأنفس - مازلت أشك بوجود تلك الشعرة الآن - !!

- ماهو الدين ؟

فرقٌ شاسعٌ واسعٌ أن أقول ماهو الدين ، وماهو الإسلام .

الدين : هو [ الحياة ] .

إنْ سمَّيتـُه أصبح هو الحياة [ بكل تفاصيلها الدقيقة ]

إذن :

لا دين بدون حياة لأنّ الدين : جسدٌ أنفاسه : [ نحن ] .

وإنْ لم نكن لن يكون هناك دين !

:

أسألُ :

على افـتراض أنّنا كنّا ولم يكن هناك دين ؟!

أعتقد - جازماً - أنّنا سنعيش ... نعم سنعيش وبأي طريقةٍ كانت بخلاف أنْ يكون هناك دينٌ بدون أشخاصٍ تُحييه حتماً سيموت .

:

[ أشخاصٌ بدون دين سيبقون أحياء ] / [ دينٌ بدون أشخاص مآله الفناء ]


- أقولُ :

- [ إذا كان الدين ناقص والشعب كامل ، سيعتلي الدين بهم ولن يعتلوا بالدين ] .

- [ إذا كان الدين كامل ، والشعب كامل سيعتلون بالدين و يعتلي الدين بهم إلى سدرة المنتهى ] .

- [ إذا كان الدين كامل والشعب ناقص سيعتلون بالدين ولن يعتلي الدين بهم ] .

- [ إذا أُنقص الدين عنوةً وهو كامل ، - والشعب ناقص - هنا يكون ذلٌ لا يوازيه ذل و هنا فقط :

( يكون الشعب أفيون الأديان ) ] .

[ مَا قَالَهُ شَيْخِيْ ] :

حدّثَنِي شَيْخِيْ : ابْنُ عَاقِل ، وَ كَانَ خَبِيْرَاً بِالْفِتَنِ وَ الْقَلاقِل .يَتَغَلْغَلُ فِيْهَا مِنْ فِيْهَا ، فَيُخْرِجُ مَنْ فِيْهَا مِنْ فِيْهَا ..
قَائِلاً :
يَابُنَيْ : لا تُمْسِكُ الْمَاءَ عَنْ هَالِكْ . وَ عَبَّدْ لِفِكْرِكَ الْمَسَالِك .فَالْعَقْلُ نِعْمَتُهُ النِّقَمْ وَ نِقْمَتُهُ النِّعَمْ ، وَ دَاؤُهُ الْحَسَدْ إنْ أصْبَحَ حَبْلُ الْجَاهِلِ مِنْ مَسَدْ .
فَسَألْتُهُ :
- يَا شَيْخِيْ ، وَكَيْفَ يِكُوْنُ حَبْلُ الْجَاهِلِ مِنْ مَسَدْ ؟
فَأجَابَ بِغَصّة مَا نَصّهْ :
" عِنْدَمَا قِيْلَ : ( كُلٌ إنَاءٍ بِمَا فِيْهِ يَنْضَحْ ) لَمْ يُسْتَثْنَى إنَاءُ الْجَهْلِ أنْ يَنْصَحْ .فَالْعَقْلُ إنَاءْ ، وَ كُلٌ شَارِبٌ بِلا اسْتِثْنَاءْ ، فَمِنْهُمْ شَارِبٌ دَوَاءَهُ وَ مِنْهُمْ شَارِبُ الدَّاءْ . وَ سَيَأتِيْكَ زَمَنُ الْفَضَائِيَّاتْ . ذَاكَ الْمَصْحُوْبٌ بِالْغَوْغَائِيّاتْ .عَارِيَةٌ أَعْضَاؤُهْوَ فَاضِحَةٌ أنْبَاؤُهْ . يُنَضِّرُ بِهَا الْجَهَلَه ، وَ يُعْطَى لِجَهْلِهِم مُهْلَه . يَتَحَدَّثُوْنَ بِاسْمِ الثَّقَافه ، فَتَلْفِظُ ألْسِنَتُهُم : سَخَافَه . وَ الْجَدِيْدُ كَارِثَةُ تَحْبِيْ . بِمَا يُسَمّى قَنَوَاتُ الشِّعْرِ الشَّعْبيْ . وَ هَذِهِ حَدّثْ عَنْهَا بِحَرَجْ ، وَ ابْصُقْ عَلَى مَنْ فَِيْهَا خَرَجْ . فَقَصَائِدُهُم رُعْبْ ، فَضلاً عَنْ كَوْنِهَا بِلَهَجَةِ الشَّعْبْ . كُلٌ مَادِحٌ نَفْسَهُوَ غَاضِبْ ، مَعَ أنّ مَادِحاً نَفْسُهُ كَاذِب .
وَ الأمْرُ أدْهَى مِنْ ذَلِكَ وَ أمَرْ عِنْدَمَا يُنَظِّرُ زَيْدَاً : عُمَرْ .
ذَاكَ يَرَى الْحَدَاثَةَ كُفْرْ ، وَ الآخَرُ يَرَى التَّفْعِيْلَةَ نَثْرْ .مُشْكِلَتُهُمْ كَثِيْرُوْن ، لأنّ أتْبَاعَهُمُ الْغَاوُون . فَلا رَادّ لِزَحْفِهِمْ وَ لامُزِيْلَ لِجَهْلِهِمْ . الْقَنَوَاتُ آنِيَتُهُم الَّتِيْ بِهَا سُكِبُوا ، وَ بَيْعُ الضَّمَائِرِ تِجَارَتُهُم الَّتِيْ بِهَا كَسِبُوْا . وَ الْمُشَاهِدُ وَ حَدَهُ مَنْ يَشْرَبُ مُرْغَمَا . لأنّ الشَّاشَةَ تَنْضَحُ بِمَا هَمَا . وَ مَا هَمَا كَثِيْرٌ أبْعَدَ الْعَاقِلْ ، لأنّ مَا دَلّ مِنَ الْعَقِلِ مِمَّا قَلْ . وَ هُنَا يُصْبِحُ حَبْلُ الْجَاهِلِمِنْ مِسَدْ ، فَلا يُعْطِيْ الْعَاقِلَ إلاّ الْحَسَدْ . وَ نَشْرَبُ مُرْغَمِيْنْ . ألاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِيْنْ .أرَاَيْتَ يَا بُنَيّ أنَّ َصَاحِبُ الْقَوْلِ دَاهِيَةُ عَصْرِهْ ، إذْ اسْتَنْبَأ الآتِيْ بِقُوْةِ بَصَرِهْ " .

[ لا كِتَابَة بَرِيْئَة * ]






للموجودات غاياتها بدءاً بالخلق وانتهاءً بالموت ، والغاية - ربما - لا تبررها الوسيلةبل تكون وبالاً عليها ، والوبال - ربما - لا يكون عليها بل منها ، و "منها " هذه تُخرجالوسيلة مبرأةً من الغاية . :بدءُ غاية اللغة : القولانتهاءُ غاية اللغة : الكتابة .:


نتعلم لنقرأ

نقرأ لنكتب

نكتبُ لنُقرأ

نُقرأ ليُكتب

يُكتب ليُقرأ

يُقرأ ليُكتب


:

إذن :

الكتابة : غايةٌ وسيلتها : الكتابة

.إذْ لاغاية تكون وسيلتها " هيَ " إلا الكتابة - باعتقادي - ومن هنا جاءت نقمتها وشهوتها أيضاً .

ما سبق على افتراض

الآتي على اعتراض :

أنّ الكتابة الآن أدخلتْ بينها و " الغاية / الكتابة " غايةً أخرى ، أو لأقل غاياتٍ أُخرفإنْ قلتَ : " حَسَنةً "

سأقول : " حَسَنَاً " ، وإنْ قلتَ " سيئةً " سأقول : " حَسَنَاً " - أيضا - :

هنا أريدُ الغاية من تلك الوسيلة / الكتابة ...لأذهبَ أنا وأنتَ أبعد من ذلك :

- هل انعدام الغاية ( ...... ) يُميتُ الوسيلة / الكتابة ؟

ماهي الغاية ( ...... ) التي إنْ لم تتحقّق تستحقّ موت الوسيلة / الكتابة ؟

- مابين القوسين هي إحدى الغايات الحسنة أو السيئة -

:

ـــ

في نهاية الإجابة :

يؤكد " أدونيس " في كتابه ( كلام البدايات ) مقولة : " لا كتابة بريئة "حتى وإنْ لم تكن سهامنا نفسها السهام التي أطلقها [ أدونيس ] ليصطاد بها زاده " قصده "

إلاّ أنّنا سنأخذها على ظاهرها - أي الجملة - ونقول :

أنّ للكتابة مآربَ أخرى أيّاً كانت هذه الكتابة وأيّاً كان كاتبها وأنّ هذه المآرب / الغايات مهما كانت

ستجعلُ من وسيلتها / الكتابة عِبْئاً على اللغة ومستنقعاً للحروف الطاهرة .

:

في نهاية القول :

متمنياً منكم أحبتي وقبل الإجابة هنا ، صمتاً للتفكير تعقبه الإجابة بالغاية التي جعلتكم ترتكبون الوسيلة / الكتابة وأمنيةٌ أعظم :

بأنْ يكون من بيننا من تكون وسيلته : الكتابة هي غايته / الكتابة .

[ قَصيْدةُ التَّفعِيْلة وَعَمليَّةُ التَّشوِيْه ]


قصيدة التفعيلة أو القصيدة الحرة نموذجٌ متطوّر ومنبثقٌ عن القصيدة الأم / العموديةلن نتطرق لولادتها ، أو مراحل نموّها ..، بل سنتطرق جميعاً للمشاكل التي تعاني منها هذه الابنة الشرعية من محاولات تشويه ٍ لجمال خـَـلقها وسموّ خـُلقها .
المشكلة :
ليست بعدم اقتناع جزءٍ كبير ٍ من الشعراء بها فهذه المشكلة لا يمكن أنْ تكون مشكلةً لها بقدر ما تكون مشكلة لهم ، بل المصيبة فيمن يقتنع بها ولم يدرك خطورتها ، أو لنقل شروط كتابتها ومع كل هذا يقوم بالكتابة مقتنعاً بجودة ما كتب ، والناظر بعين ٍ دقيقة ٍ لما يُطرح من نصوصٍ حرّة يمكنه أنْ يوجز الأخطاء بالتالي :

( النصّ الغنائي وعملية الخلط )

النص الغنائي كنص كُتب للأغنية يحمل من الشروط ما تُناقض أي نص ٍ كُتب بعيداً عن موسيقى الأوتار وعملية الرقص فالأول يعتمد الفكرة بألفاظ ٍ سهلة ٍ مستخدمة ٍ بكثرة كخطاب يوميّ وبلهجة الشارع المنتميّة لكل الطبقات لأنّ الهدف من الأغنية أنْ تسكن الشارع لا القصور ولذلك كُتب النصّ الغنائي بهذا الشرط اللامنتمي إلى النص الكتابي / التفعيلي .وهذا ما يقع فيه الكثير من الشعراء وتحديداً الشعراء الغير مصنفين كشعراء أغنية

( الفكرة التقليدية والنص الحداثي )

يطلق الكثير من الشعراء على أي نصٍ حرّ / تفعيلي .. " نص حداثي " متّخذين الشكل سبباً للتسمية بينما يقف في الصف المقابل من يُطلق على أي نص ٍ عمودي " تقليدي "وهذا فيه إجحافٌ وظلمٌ لمسمّى " حداثي " أو" تقليدي " ولإصابة الحقيقة والإنصاف يجب أنْ يُعاد النص لفكرته وألفاظه وصوره بعيداً عن قولبته وجغرفته .
فلو جاءني نصٌ عمودي كُتب بألفاظ ٍ أقرب ماتكون للفصحى معتمداً على الصور المُبتكرة والفكرة الحديثة .. هل نسميه نصاً تقليدياً ؟والعكس يسأل أيضاً :لو كُتب نصٌ تقليديّ الصور ، " تراثيّ اللفظ " ، مُستـَـهلكَ الفكرة ولكنّه بشكل ٍ تفعيليهل يشفع له هذا " الشكل " بأنْ يُطلق عليه " نصٌ حداثيّ " ؟
وللأمانة هذا ما قرأته كثيراً من نصوصٍ لو قـُدّر لها أنْ تـُكتب عمودياً لكان لها النجاح المحقّق مع رؤيتي لنصوص ٍ عمودية ٍ تـُطاول التفعيلة فكرةً ولفظاً ولكنّها قـُتلت بحدود البحر وسجن القافية .
ملاحظة :ليس كل نصٍ تقليدي يعني عدم قدرته على النجاح ، وليس شرطاً في التفعيلة التصفيق .

( استخدام التفعيلة ، والانتقال )

يقع الكثير من الشعراء تحت خطأ التفعيلة كتابة ًوصوتاً
أ
أمّا كتابةً فيعتمد البعض على استحداث بيتٍ جديد بدون مسبّباتٍ لذلك أو الاستمرار في بيت ٍ واحد مع وجوب الاستحداث .و [ عدم التبرير ] هو في اكتمال المبنى والمعنى لأنّ اكتمالهما في بيتٍ واحد لا يشفعُ لكباستحداث بيتٍ آخر .و الاستمرار الخاطئ هو في ارتباك الوزن / التفعيلة خوفاً من كثرة الأبيات القصيرة - قد يتهرب البعض من الاتصال لكي لا يطول البيت كثيراً ويكون لشكله الكتابيّ ما يربك أو يخيف ولكنّ المعنى أهم من ذلك بكثير -
ب
عملية الانتقال من تفعيلة ٍ إلى أخرى عائدٌ إلى:إمّا خطاً من قِبل الشاعر وهنا لن نناقش الخطأ لأنْ لا مبرر له إلا الجهل وإمّا أنْ يكون هذا الانتقال بتعمد ٍ من الشاعر ويعود ذلك لأسبابٍ يراها الشاعر وقد يكون مصيباً أو لا يكون فمثلاً :
قصيدة بُنيت على تفعيلة ( مفاعيلن ) وهي تفعيلة بطيئة ٍ طويلة يتخللها الكثير من الحزن وعند الكتابة على هذه التفعيلة والاستمرار بالنص حضر مشهدٌ ذا حركة سريعة أو فرح أو لقاء أو كل ما يعكس الشعور الذي تمتلكه تلك التفعيلة ، وبذكاء من الشاعر انتقل إلى تفعيلة ٍ أسرع إيقاعاً وأفسح شعوراً كـ ( مستفعلن ) فهنا نجد له المبرّر للانتقال من تفعيلة ٍ إلى أخرى ، أمّا أنْ يكون الانتقال بلا مبرّر فهو الخطأ الذي يقع فيه الكثير من الشعراء ولا عذر حينئذٍ .

( اللفظ )

أ
كل شعرٍ لفظ ، و ليس كل لفظ ٍ شعر .
تختلف القصيدة العمودية بتقعيدها عن القصيدة الحرّة من ناحية اللفظ فهناك أي في القصيدة العمودية تحّدك حدود الوزن والقافية لتجغرف نصّك بألفاظ ٍ لا تمكّنك بالتلاعب معها / بها ، بينما في القصيدة الحرّة تجد من المساحة ما يجعلك تـُراقص الألفاظ وتأخذ بيدها لفضاء ٍ أرحب .ومن هذه الميزة التي تمتلكها القصيدة الحرّة نجد أغلب الشعراء يتعامل مع نص التفعيلة و كأنّه نصٌ عموديّ فتراه يسجن الألفاظ الحرّة بنظرة القيد العمودي ، فاللفظ في النص الحرّ يجعلك تستخدم تقاليبه بشكل ٍ يخلق منه صوراً تترى بينما في القصيدة العمودية يتغلّب جانب الصورة على اللفظ لأنّك تعلم مسبقاً جهة الوصول وكيفيّتها فيكون جلّ اهتمامك منصبٌ على إيصال الصورة بلفظٍ لا يُخلّ بالوزن ويلتزم بالقافية .
ب
بنية اللفظ موسيقياً :يفتقد أغلب من يكتبون القصيدة الحرة إلى الاهتمام بالموسيقى الداخلية التي هي عِوضٌ عن موسيقى القافية وتنوع التفعيلة في القصيدة العمودية ، فتأتي القصيدة عبارة عن " صفّ " كلامٍ فقط دون النظر إلى الشاعرية من عدمها ولأضرب مثلاً على عكس ذلك :فـ بدر بن عبدالمحسن وفهد عافت والحميدي الثقفي وغيرهم قلّةٌ انتبهوا لهذه القضيّة فانسابت قصائدهم كلحنٌ معقّـد التركيب وعلى العكس تماماً عندما تقرأ للشاعر الجميل حدّ المطرمسفر الدوسري تفتقد لهذه الميزة لانشغالك بجمال النصّ عن موسقته، لهذا تفتقد قصائد الشاعر مسفر الدوسري للجرس الموسيقي الداخلي للألفاظ بينما تطغى عند فهد عملية التناغم الموسيقي بين الألفاظ وهذا الفقد يجعل من القصيدة الحرّة سهلة الكتابة للحدّ الذي يسميها بعضهم " خاطرة " .

29‏/04‏/2008

[ عَدّاً وَ نَقْدَاً - 1 - ]

[ 1 ]

( ................................... )


[ 2 ]
ليس من الضرورة عند قولنا : نقدٌ بنّاء استحضارالنقيض المسمّى - تجاوزاً و خطأ - نقدٌ هدّام إذلا نقد يهدم - أبداً - لأنّ صفة البنّاء تلازم النقد دائماً وهيَ شرطه الأساسيّ ليكون نقداً .ما يهدمُ أو يأخذ صفة الهدّام و الهادم هو الجهل والجهل كثيرٌ ومتنوّع ويسكن كلّ شيء لأنّه يهدم كل شيء .

[ 3 ]

يطالب الأدباء بالنقد البنّاء و يُجيزون إطلاق صفة الناقد و قبول النقد عندما يكون ذلك النقد بنّاءً !لكن ما حاول البعض تمريره علينا كمتلقين هو تضييق صفةبنّاء بحيث لا تتسع إلاّ فيما كان نقداً - مادحاً - لنصوصهم ،أما ما خالف المدح و الثناء إلى القدح والسواء فلا وصفله عندهم إلاّ بالنقد الهدّام ! .

[ 4 ]

يشبه الشاعر رجل الأمن في مهمّة القبض وهذه لذةالشعر الخالدة بينما القارئ أقرب إلى باحثٍ في الجريمةعندما يُحيطه الشعر بالمفاجأة التي تحاصره بـ كيف ؟مقترباً بذلك من الباحث المُطالب بالإجابة عن : كيف حدثت ؟أمّا الناقد فلا وصف له إلا عالم الاجتماع الذي تقتصرمهمته بالإجابة على سؤال : لماذا ؟ أي : لماذا هذا الشيء جيّد أو لماذا هذا الشيء سيء ؟ .

[ 5 ]

لكلّ قارئ ذائقته الخاصة و لكن ليس في قولنا :" خاصة " من شافع له بمعرفة تفاصيلها وملامحها إذ الناقدوحده مَن يعرف ذائقته جيداً وباستطاعته رسمها وتحديدهالأنّه القادر على الإجابة المقنعة - تقعيداً - عندما يُسأل بـ :لماذا قلتَ بجمال / بقبح هذا الشيء ؟أمّا مَن يُجيبك بـ " لا أعلم ولكنّني لا أحب / أحب ذلك الشيءو هو يوافق / يخالف ذائقتي " فهذا جهلٌ ذو ثلاث شُعَب :- جهلٌ بذائقتك- جهلٌ بالأشياء من حولك- جهلٌ بك يؤدّي إلى زعزعة أفكارك عند أول اصطدام معالآخر المُخالف .
[ 6 ]

رأيك نابعٌ من ذائقتك وعندما لا يكون لرأيك ما يؤيّده سوىالعودة إلى الذائقة التي انطلقتَ منها مسبقاً فلا يمكننيإلاّ نعتكَ و رأيك بالسذاجة إذ لا ملام حينها - علي - لأنّكورأيك تدوران في حلقة مفرغة لتعودان إلى نفس النقطة فارغين إلاّ من جهل .

[ 7 ]

يقول عبدالله بن علوش في لقاءٍ إذاعيّ :" لا استسيغ بدر بن عبدالمحسن كشاعر نثر كما لا يعجبني نايف صقر "
[ 8 ]

أعظم الأمثلة على الهدم :مَن قسّم الشعر و قَسَمه أو قعّده و عقّدهأو حوّره و سوّره أو وقّته و مقّته حتّى سمعنا بـ :تقليديّ و حداثيّ و عموديّ و تفعيليّ !!!وكلّ هادمٍ جهل إذ كل جهلٍ هادم و كلّ بنّاءٍ علم إذكل علمٍ بان .

[ 9 ]

عندما يكثر السيء في الشعر يُطالب الكثير بالنقدظنّاً منهم بأنّه المسؤول عن الحدّ من تكاثره وإيقاف زحفه !!مع أنّ النقد ليست هذه مهمته ، بل تلك مهمّة وسائلالإعلام .. مهمّة النقد فتحُ الأبواب لا إغلاقها حتّى فيما أُعتقدَسوءه .

[ 10 ]

القراءة الانطباعيّة ظالمةٌ - غالباً -إذ لو كانت عادلةً بقانونها و مُقنّنةً بعدلها ما تعدّدت محاولاتالبحث عن ذلك العدل في نعتها بـ :قراءة انطباعية أولى و ثانية و ثالثة ... إلخ .

26‏/04‏/2008

[رَغَــدْ ]

إلى رغد صدام حسين
نص ٌ كُتب للحزن
لن يتجاوزه إلى مآرب أخرى
هو أشبه بحكاية دمعة ٍ أسموها إبتسامة
لتكتشف أخيراً: ... ( الـبلل )...
كتبته بحزن ولن يُقرأ إلا بقلب

-----------------------------------
رغد ....
أدري انك في رغد .
وادري انك كنتي أجمل من ظهور الشمس والغيمه سوا
بس لو نـوى
هذا الزمن يغسل تعابيرك غمام
و يحضـن تعب سيرك سلام
و يرقص معَ طيرك حمام
إن كان ما يبقى، ملام ، ولا ظلام ، ولا كـلام ...
/
من كان عـمرك إثنعـش
صار الزمن كله كفن
صـارت حياتك لك نعش
/
رغد وموتك بالحياة العن ممات
.............. وشولن لا صارت حياة بدون موت
تتنفس الأجساد من نبض الحياة
................ وينولد حزنك ويتـْـنـاما سكـوت
واللي خلق كل البقايا يا رفات
................ إن الزرايا والرزايا نـصف قـوت
روحي اسألي كل البغايا والزنات
........... من ذنبهم يُـخلق عظيم يضج صوت
/
من صار عمرك إثنعـش .....
هذا انفجار
وهذي نار
وذا دمار
........... وذاك عرش
من صار عمرك إثـنعـش ...
كانت ايامك قـتال
وكنتي تسبين الرجال
وكانت جروحك ظلال
....... وصوت : عش .
/
روحي اسألي طهـر الطفــوله .. !!
ليه صارت دميتك روح وجسد.. ؟؟
ليه صارت غرفتك عرين اسد.. ؟؟
ليه المرايا ماتشوف الا المنايا..؟؟
ليه الهدايا صارت اشواك ونكد..؟؟
......... تدرين ليه .... ؟
لأن أوصافك بطــــوله !!
من ينوله ؟
مجد حزن / وحــزن مجـد
بطول عرض وعرض طوله .
/
من صار عمرك خمـس طعـش
صار الزمن ... كله.. / مزن
صارت حياتك فيـك عــش.
/
ياحســين كامل حُـسن كامل
................. في حياتك صار معـنى
ذي رغـد والجرح دامل
................... ذا رغـد بالجوع يُعنـا
من شمسها والصبح ثامل
................. والنجوم تـقول : طعنا
وانت تاجك فيه شامل
.................. كل تبـر ٍ من طمعـنا
أركـن هدب ...... ،،، .... يطـير قلب
استـر تعـب ...... ،،، .... يصير حب
تمشي خـُطا ..... تـتـبع رغـد
لوهي خـَطا ..... هي لك سند
هــذي رغـــد تـسـمـع حـديــث الــطائـعـين ...
مرّه قرت : ( الرِجَالُ قَـوّامـُـونَ على النِـسَـاء )
هي طاعتك لأنها أصــدق مرَه
هي طاعتك لأنهـا أعذب مرَه
هي طاعتك لأنها حبّت رجل واسمه حسين
/
بس الخيانه لاسقاها قلب حاسد مات طين
...................... لين تـُـثـمر طعنة الغدر بدماء الأوفياء
و انت موتك ماهو عز ٍ في يدين الخاضعين
.................. أنت موتك عـز حاكم كانِ موتك له دواء
و انت موتك ماهو عز ٍ في يدين الخاضعين
.................. أنت موتك عـز حاكم كانِ موتك له دواء
هذي رغد ........
من طينتك تخلط مع الدمعه لحد
الله واكبر يارغد
مات الحبيب
واللي قتله أصلاً حبيب
كيف انتقامك .... / ... ياظلامك ... / ... ياسؤالك ...
في كلامــك حتى ما يقدر يـُـجيب .
واليوم عمرك أربع وعشرين حــزن
وجوشنك يحضن يتــاما بدون جفن
وانتي تقولين المنايا ليـه جَــن !!!!! ... ؟
ليه جَــن ؟
لأن ما يـُـبلى شريف ...
كل البلاوي للضعيف
كل البلاوي للضعيف.
/
تكلمي عن التـاريـخ
قولي اني :
بنت شيخ
قولي احدعـشر سـنه
أو قولي احدعـش لعنه
" بس المهم إنّك بآفه
دام البحر يقتل ضفافه
والشرف يزني بعفافه
و العظيم يمـوت تافه
................. فيه آفه "
قولي .. : وطن ينادي كونك ياعـراق
............... قولي : عراق الكون يستوطن وطن
والمجد وبغداد بعناق و إشتياق
................... من ألف عام وكن أمجاده سُـنن
لايارغـد ياوارثه مالا يُساق
.................. إلا على اللي يمطر التاريخ مزن
واليوم صارت طعنة المجد بفراق
................. ما أذكر الفرقى تصيـر ابلا ثمن
واليوم فــرقى ، وحــزن يرقى
وللفراق اسبــاب ياما ...
حظ يمــكن :
جرح ماكن .. / ظلم ساكن .. / نزف داكن .. / لكــن .......
لكن ادري ماتموت الا الأمـــاكن . .
وانتي جرحك قبل هذا .... وانتي جرحك بعد هذا
خمس وثلاثين وظلام
اليوم عمرك والسواد
وفي أربع وعشرين فرقا للحصاد ..
واليوم فرقا للبلاد ..
وانا سؤالي للوجود وللحدود :
- لاصارت اختك واسمها أحلى إسم
من عمرها اثنعشر سنه وهي بقتال
- وبعد العشر تزوجت شهم الرجال
- وبعد العشر يُقتل بعلها بلا سؤال
- واللي قتله عمه / أبوها يا محال
بالله قلّي هالإسم ...
ماهو علم ....... ماهو قِــمم ؟
لو تجتــهد ...
هذي رغد
هذي رغد

[ فَلَقْ ]



*

*


[ صَبَاحَاتٌ لِشُمُوْسِهَا ]
:
شمسها الأولى : كره
و اطفال تتدحرج بهم
لو جبتها بالمسطره
عشّاق ما يُعرج بهم
- عصاها فوق : رمح
- عصاها تحت : قي
د... لذلك اكتب :
ارتفعت ارتفعت و صارت :قيد رمح
أو انحنت لين انحنت : كـ رمح قيد
تحْرق وفيها السحاب بوجه سَمْح
تحْبس و فيها الأغاني و النشـيد
الشعر : زله وان كتبها صار دمح
ومن قيدها لارمحها تسوى القصيد .
:
شمس ثانيها : رَبَب
يراود الما باغنيه
مايل و لكنّه : قبب
يشبه لنصف الامنيه
أقول يشبه :
" الركض خارج فكرة الشعر الرخيص
رهناً بالمرابح أو بغيرك ، والربا بالشعر
شرعاً لا يُعاشر كلما أصبح
لغيرك فيك شُبهه ،،
أو شَبَه "
شمس ثالثها : نقط
عينين يرقاهم جبين
مابعدها إلا : فقط
ما قبلها إلا أنين
يَنْمُوْ سَحَابُ الأُغْنِيَاتِ كُلَّمَا
...تَحْنُوْ بِلَحْنٍ جَاءَ مِـنْ تَنْوِينِهَا
تَنْوِيْنُهَا ضَرْبٌ مِنَ الْمُوْسِيْقَى
قَوْسٌ مِنَ الأَوْتَارِ فِيْ تَكْـوِيْنِهَا
قَوْسٌ تَنَحّى فَانْحَنى لأعْلى
يِسْتَدْرِجُ التَّـلْوِيْنَ مِنْ تـَلْوِيْنِهَا
قَابَ الْغِيَابُ : قَوْسَهَا
أدْنَى الْحُضُـوْرُ لَحْنَهُ
شمس رابعها يتسلّف
من أوائلها : الدوائر
بالحِبِر دايم مُغلّفي
صنع الشكل المغائر
أو قول غائر :
" بالتوت والرمان والتفاح وغواية كمثر مادنت
إلا ودنت شهوة شفاه ٍ تقطر اطراف المجاع
همن دوائرها الدفينه "

[ الشِّعْرُ : لَفْظُهُ شِعْرُهْ ]






الميزان : الآلة التي توزن بها الأشياء .

موزون : شيء موزون جرى على وزنٍ أو مقدارٍ معلوم.

الشعور : الإدراك بلا دليل ، والإحساس له ثلاثة مظاهر هي الإدراك ، والوجدان،

والنزوع الإدراك : العلم بالشيء... : = ليس له وزن

الوجدان : يطلق على كل إحساسٍ أوّلي باللذة أو الألم .... = ليس له وزن

النزوع : الذي يحن إلى وطنه ويشتاقه..، وفي التربية : حالة شعورية ترمي إلى سلوك معين لتحقيق رغبةٍ ما ... = ليس له وزن .

للميزان كفتان ، و للقصيدة شطران : لذلك جاء تعريف الشعر لديهم تشبيهاً ؛ لا كما يجب أنْ يكون " جامعاً مانعاً "فعندما تسألني : ما هو الليل .. ؟

فأجيبك بأنه ظلام، فأنا بالحقيقة لم أجبك بقدر ما وصفت لك .. وكثيرٌ من الأشياء أصبح وصفها تعريفاً لها .، ولكن مهما بلغ هذا الوصف دقته يعتبر ناقصاً، ومن تلك الأشياء بل أهمها ( الشعر ).

عرّف العرب ــ وعندما أقول : " عرب " أتأسف كثيراً لأنّ هذا التعريف يخرجنا من عروبتنا بشكلٍ ساخر ــ أقول : عرف

العرب الشعر " بأنّه كلامٌ موزونٌ ومقفى "

كلام : مضمون

موزون : شكل

مقفى : شكل

وبما أنّ للشكل كل هذه الأهمية في الشعر كان لابدّ لهذه الأشكال من مقاييس وحدود تماماً كما تـَزِن الأشياء لذلك جاؤوا بالوزن والقافية كأصول تقعيدية للشعر وأهملوا أول كلمةٍ بالتعريف " كلام " بل حتى هذا الـ" كلام " قعّدوا له القواعد والقوانين من مجاز،واستعارة ، و تشبيه ، و و ... إلخ . وما تجاوز هذه القواعد المقنّنة والقوانين المقعّدة يعتبر خارج عامود الشعر ، فهناك لديهم : ما حسن لفظه وساء معناه ، ما ساء معناه وحسن لفظه ، ما قبح لفظه ومعناه ، و .. إلخ .. من الآراء التي أصبحت قوانين تـُلزم الخارج عنها بالعودة إليها لنستمر في نفس الدائرة منذ الأزل !!!

عندما قلنا عن ألفية ابن مالك في النحو: أنّها كلامٌ موزون مقفى قالوا : نعم قلنا إذن هي شعر قالوا نعم ولكنّه " تعليمي " لتهطل الأسئلة :

وهل في الشعر ما هو تعليمي ؟ .. هل الشعور يُقسّم إلى تعليمي وغير تعليمي ؟ هل ، وهل ، وهل .....

:::

- الكلام هو الألفاظ المستخدمة إذن لنهتم بالكلمة ونعطها حقها .

لم يعد الشعر ذلك المخلوق المبكي أو المفرح بل أصبح أكثر تعقيداً و أضيق إبداعاً .

::

قال عنترة قبل مئات السنين :

" هل غادر الشعراء من متردّمِ ... ؟ "

ومازال الشعراء يُكابرون

قديماً

كانوا يخلقون من الشعر شيئاً ،

قديماً حيث بِكارة الأشياء .

الآن يجب أنْ نخلق من الشيء شعراً ، الآن حيث ( انفضـّت ) الأشياء

وأنْ نخلق من الشيء شعراً يجب أنْ نسأل :

ماهذا الشيء الذي منه نخلق الشعر ؟

لن نخرج بعيداً عن التعريف بل منه وإليه ننطلق وسنقبض بشارد الكلام من " الكلام "

بالعودة إلى الماضي نجد الصور المتناثرة تجعل منك شاعراً .

من قال : " حبيبتي كالقمر " في ذلك الوقت فعل شيئاً عظيماً بالتأكيد ، بينما لو أتى الآن وتغنّى بها سنقذفه بالغباء و لذلك صرخ

عنترة بهذا الشطر .

= قديماً كانوا يجعلون من الصورة لفظاً ، وهذا ما فعلوه !!!

= الآن يجب أنْ نجعل من اللفظ صورة وهذا ما لم نفعله !!!

ــــــــــــــــــ

كيف يمكنني أنْ أخلق من هذا اللفظ / الكلام .. شعراً ؟

يقول بدر شاكر السيّاب في قصيدته " أنشودة المطر "

أصيح بالخليج : " يا خليج يا واهب اللؤلؤ ،

والمحار ، والردى !

فيرجعُ الصدى كأنّه نشيج ؛

" يا خليج يا واهب المحار والردى . "


في هذا المقطع / النداء نرى الشاعر يصرخ وينادي الخليج بكلماتٍ متعددة هي ( يا واهب اللؤلؤ ــ المحار ــ الردى ) ولكن عند عودة الصوت يُفتقد أحد هذه الكلمات فتكون : ( يا واهب المحار ــ الردى ) ليتمّ إسقاط " اللؤلؤ " عمداً وبهذا الإسقاط المتعمّد لكلمة / لفظ ، اللؤلؤ يخلق هذا اللفظ شعراً آخر وأبواباً لم تـُطرق من قبل ولك أنْ تتخيل السبب أو أنْ تضع مكان اللؤلؤ ما تراه أنت لا ما يراه الشاعر وبذلك تنادي مدرسة ( نقد استجابة القارئ ) بأنّ النص هو ما نقرأه نحن لاما يكتبه الشاعر ، فالقراءة تولِد للنص معانٍ متعددة مع كل قراءة جادة


ــــــــــــ أيضاً ـــــــــــــ


يقول فهد عافت في نص " كيمياء الغي " :

(خربيني .. غربيني في الصدى

جربيني في المدى

إحطبيني للضلالات الطريه

:

غصن يابس من هدى

أعربيني فاعلٍ للمبتدا

خربيني خبريني بخريني : كيمياء الغي .. ).


ما قيل هنا ليس ترفاً لُغوياً .. بل هو الشعر

انظر إلى " خربيني " الأولى وافتح معي المعجم ، واستمتع بما يحدث ـــ نقرأ من معاني المصدر " خرب " : ( استخرب فلان : انكسر من مصيبة ، واستخرب إلى فلان اشتاق ) هذا ما يدل عليه قوله : " غربيني في الصدى انكسارٌ للشاعر من غربةٍ في متاهات الصدى والمصيبة واشتياقٌ لحبيبةٍ تعود به من خراب .الخرب : ( وعاءٌ يجعل فيه الراعي زاده ) هكذا هو في طلبه " جربيني في المدى هو وعاءٌ ينضح بالحياة إنْ اتكلت عليه تكون هي " الراعي " بين أكفّ المدى ويكون هو الوعاء الذي لا يستغني عنه ذلك الراعي إلا إنْ استغنى عن حياته .

الخـُرْبُ : ( المُشرف من الرمل يُنبت الغضى )· الخرُّوب : ( شجرٌ مُثمر )لنتجه إلى قوله : " احطبيني للضلالات الطريه : غصن يابس من هدى .. البداية ضلالات وكل بدايةٍ طريه .. لم تداعبها شمس الملامة لتزيدها الهداية قسوة كغصنٍ يتوشحه البياض ، ويُنحت في الآخر "


شاعر " حتى في قوله :

اعربيني فاعلٍ للمبتدأ " والتفاته إلى اللغة كقولٍ يتردد على لسانها وكعمل / فاعل لكل بداية .. نجد له في اللغة طرفاً فالأخرب عند العروضيين : ( الجزء الذي دخله الخرْب ) وهو اجتماع الخرْم والكف في " مفاعيلن " إذن لكل جذرٍ غصن ، ولكل غصنٍ جذر ... ولكل كلمةٍ مرآة في القاموس سمّه ارتباط أو سمّه لي أعناق الكلمات أو ماشئت أن تسميه ولكنّها اللغة ليس لها حدود فتتهم بأنّك تجاوزتها بل هي الفضاء الأرحب .وفي قوله : " خربيني خبريني بخريني "نجد لها من المعاني ما يوافقها مرّ معنا أنّ من معاني " خرب " ( أنه الوعاء ) لنرَ من معاني الأصل " خبر " ( منقع الماء في الجبل ) وأيضاً الأصل " بخر " ( صيّر الماء بخاراً .. وبخر له : طيّب ) وهو ما أراده الشاعر بأنّه وعاءٌ ينضح بماءٍ علٍ أبداً ليس من سهل .. هو عالياً حيث الربب والطُهر .. لم يختلط بطينة الأرض بعد .


إذن لنقف هنا .. و بالنظر إلى ماسبق ألا يجب أنْ يكون الشعر .. لفظاً .. ؟

ألم يُخلق من هذا اللفظ شعراً .. ؟

أحبتي لكم رأيكم ... ولي رأي المتواضع حدّ الجهل أحياناً ..


[ الْفَرَحُ لَيْسَ مِهْنَتِيْ ]


- الأسود : أرض
ينبتُ منها كهلٌ وعكّاز ..
الأسودُ في الأعلى أرواح أطفالٍ قُبِضَتْ ،
فَطَارتْ عَاليَاً .
- الأسودُ فيْ الْمَاءِ : ثَلاثْ
أرضٌ
وكهلٌ
وعُكّاز .
الأسودُ سرٌ غامض ...
قُلْ هُوَ الُّرْوحُ الصّاعِدة
قُلْ هُوَ الرُّوْحُ الْقاعِدة
قُلْ عَنْهُ : الانْحِنَاءُ إلى الأرْض
هُوَ أنْ تُطَأطِئ رَأسَكَ لِتَقُوْلْ :
[ الْفَرَحُ لَيْسَ مِهْنَتِيْ ]

[غناءان]



لـ تركي الحربي
واغنيلك :
إذا الأوتار باقة ورد
ترى الأزهار ترنيمه
واذا صارت لغتنا نرد
ترى حرفك هو القيمه
واغنيلك :
مناك اللي نماك اعطاك
وطن تربه
وطن غربه
وطن قربه يجيب اقصاك .
،
وترقى سلّم الغيم بـ :
قضى أمرك
مضى قدرك
وتمسح وجنة السحب بسجودٍ يشبه الزفرة على شفة طفل أبكم .
بكذا الأوتار تخلق ـهم
بكذا الأزهار تخلقــهم
واغنيلك :
إذا سلّيت دمعٍ فيك ،
تمرّى فيك
تعرّى فيك
و لا تنفيك .
تقرّب من بعضك اللي نسيته فيك واستمطر غناء المعتم الأخرس
لأن الشمس قصة أمس والتلوين قصة همس والأرض اليباس اهلك
بَعَدها إرسم الحيره بحر أبيض وبروز حزنك الأزرق بكى نورس
و حـاول ما تـكون الا شبـيه ٍ للـحياة الآخـره من قبل ما تهلك
تغنيلي :
- وزن من مزن
- مزن من وزن
- رفيف المُعشب الثادي
من الهادي ...
يطبطب ربكة الأكتف من الأحرف ولا ينادي .
لأنّه صوت
ونبضه صوت
من البدء المُعطّر بك
من الضوء المسطّر بك
رفضه : الموت .
تغنيلي :
تلوّن أسود الكون بألف بائك
ومائك من سجيمك حرف
وَبَائِك من جحيمك نزف
يا عزف اوتار ما تقبل سوى يائك .
أجيك القارئ السافر
تجيني الكاتب النافر
من اشلائك .
تغنيلي :
إذا الأوتار باقة ورد
ترى الأزهار ترنيمه
واذا صارت لغتنا نرد
ترى حرفي هو القيمه
واغنيلك :
إذا للشمس شرق وغرب
أنا شمسـي هنا تتكي
بعـيداً عن قبـيلة حرب
يجيني كـبرها " تركي"

[ عَدّاً وَ نَقْدَاً - 2 - ]

:
[ 1 ]
الْكتابةُ : رحلةٌ - كلّ كتابةٍ رحلةٌ لا وصول - ...
من أوّل الشعر حتّى آخر السحر ، وَ لا رحلة بدون [ عنوان ]
إذ العناوين مقاصد الرحلة و أوّل الخُطى إليها .
كثيراً ما يؤسفني سوء العنوان مع جمال الرحلة / الكتابة وهذا السوء لا يُسأل عنهإلاّ الكاتب ..
مع استغرابي من إتقانه الرحلة و فشله بعنوانها .العنوان : أوّل المصافحين للقارئ ..
هو بمثابة اليد ، فلا تقبض يدك أثناء المصافحةبل ابسطها كلّ البَسْطِ .
[ 2 ]
يقول الحطيئة :
إذَا الشّعْرُ لَمْ يَهْزُزْكَ عِنْدَ سَمَاعِهِ
ــــــ فَلَيْسَ حَرِيّ أنْ يُقَالَ لَهُ شِعْرُ
ويقول نايف صقر :
يقولون الشعر وصل القلم والصفحة الطرقى
ـــــ و انا اقول الشعر قدح الخيال ونار صوّانه
يمكننا أنْ نخلق معادلة الشعر من هذين البيتين :
إذا الشعر لم يهززك عند سماعه : فهو " وصل القلم والصفحه الطرقى
" وعندما يكون الشعر " وصل القلم والصفحة الطرقى " : فليس حريّاً أنْ يُقال له شعر .
ويبقى طرف المعادلة العادلة :
إذا هزّك الشعر لحظة سماعه : فهو " قدح الخيال ونار صوّانه "
لأنّه عندما يكون " قدح الخيال ونار صوّانه " : سيهزّ أركانك بالتأكيد .
[ 3 ]
للشعر تركيبته المعقدة .. ليس واضحاً ليُقال .. و لحظة كتابته كغفوة ٍ
لا تستطيع أن تُمسك بها ... له تراكيبه وصوره ولغته الخاصة ..
التي لا ينافسه أحدٌ عليها .هكذا يُكتب الشعر ...
وليس بالأمر الشيّق معرفة الكيفية التي يُكتب بها أو الحالة التي تنجزه .
ما هو أهم من ذلك :
كيف يُقرأ الشعر . ؟
وللإجابة على ذلك لابدّ أن يكون هناك شعرٌ لتتم قراءته ..
وأقصد بالشعر هنا ما يمكن أن يَزرع القراءة ويُنب الأسئلة .
هو كذلك : الشعر أسئلة تتناثر على قارعة اللغة ، إنْ أمسكت بأولها لن تكتفي إلا بآخرها .
بقول ٍ آخر :الشعر سفرٌ وعليك أنت الرحلة ... هو الغربة وأنت الحقائب .
و شعرٌ لا يُشعرك بأنّ شيئاً ما حدث في حياتك ، ليس شعراً .
يقول أدونيس عن الشعر : ( شعرٌ لا يُشعر الإنسان حين يقرؤه أنّه يتقدم نحو يقين ٍ ما ، بل نحو مزيد ٍ من التساؤل ، من الغوص في الكشف عن الأسئلة الكامنة وراء الأسئلة . هل الشعر استعادة دائمة لأسئلةٍ ليس لها أجوبة نهائية .. ؟! )
هكذا قال عنه أدونيس ونقوله نحن بأنّ الشعر إن لم يُجبرك على الغوص بأعماقه لن يكون شعراً .
[ 4 ]
هل يجب على الشاعر أن يعبّر عن رغبة القاريء ؟
إن فعلها لم يكن شاعراً ... إن وضع حالةً لشعره / قارئه ،
ليس شاعراً لأنّ الشعر ليس وصول بل سفر ... ليس دواء بل داء
يحكي عن ذلك أدونيس قائلاً :
( " شعر جماهيري " شعرٌ مصنوع للجماهيرشعر " وصفة " الشاعر الذي يقدم للقاريء وصفة يقدّم كل شيء إلا الشعر )
وهذا مأزق الكثير من الشعراء إذ يجد من هذه الوصفة مهرباً له من تساؤل الكثير حول :
لماذا شعرك أكثر وضوحاً .... ؟
و جوابه .... ليكون أقرب إلى الإحساس !!
ألا يعلم بأنّه لم يترك للقاريء فرصة القراءة و الركض في مضمار حرفه !
مازلت أسمّي ذلك الشاعر بـ [ الأنانيّ ] ،
لأنه لم يخلق الأسئلة ،
بل لم يجعل لك فرصة تأويل ما يُؤوّل .
قال لك : " أنا أشعر بكذا وكذا ... ودوائي هو كذا "و لم يجعل لك فرصة البحث عن دائه لتجد دواءه .
[ 5 ]
في عالم المنتديات ثمّة ما يبعثُ على الكتابة من مُحفّزاتٍ .. نتيجة المُباشرة في التعامل ..
و تلك المُحفّزات سلاحٌ ذو حدّين .. مع يقيني بضرر الحدين لأيّ سلاح ..
إلاّ أنّ لتلك المُحفّزات منافع تقتصرها اللياقة الكتابيّة ولا تعمّمها الحماقة الكتابيّة
و أعني بالحماقة :
جعلُ تلك المباشرة غاية الكتابة - من ردود و ورود -
و من يضع تلك الورود
وسيلتها و نيّتها الأولى ولأنّ لكلّ كاتبٍ ما نوى فإنّ الغاية تلك أدنى من أنْ تُنعتبالحماقة - أيضاً - .
[ 6 ]
أعود للكتابة النتيّة المُباشرة آخذاً أحد حدّيها المُسلّح .. لأقول :
كلّ احتكاك كتابيّ مباشر الانطباع و الفعل ، لا يجب التعامل معه بـ [ القَصْد ]
إذ الجهلُ بالمأربِ : رحمةٌ و رحابة ..أي :لا تجعل ما تقرأه نصلاً و صَدْرك الوِجْهة ..
ولا تعتقدك المطعون بكلّ حرفٍ كُتب !بل حاول القراءة بعيداً عنك ..
لأنّ ذلك سيُفضي إلى كتابتك بعيداً عن كلّ شيء وقريباً منك - فقط - .
[ 7 ]
أُلامُ كثيراً على إسهابي في كتابة الردود بمشاركات الأعضاء وقد وصل الأمر
إلى طلب أحدهم عدم ردّي على مشاركاته لعجزه عن ردّ الردّ بمثله وهذا كرمٌ
لا بُخل ..إذ ردّ الكرم بكرمٍ مثله هو احتفائي بالردّ على تكرّم العضو بقراءتي له ..
وليسفي الردّ من محاولةٍ يظنّها البعض و يُفسرها بالخُبث .. !
وكثيراً ما أُطالبُ - تكرّماً - بتوجيه النقد في ردودي بدلاً من الإسهاب في المدح
وأُجيب بأنّني على يقينٍ تام بنقص كلّ كتابةٍ ماعدا القرآن عن بلوغ الكمال تماماً
كيقيني بضرورة احتفائي وإسهابي بالمدح للجزء الصائب
فيما كُتب لأنّ الجزءالناقص فيها لابدّ من وجوده و تجاوز كاتبه له في الآتي من كَتْبِه .
[ 8 ]
الإبداع : تجاوز المُعتاد و التميّز عن السائد - تماماً - كما فعل السائد بما قبله ،
وبقاء السائد فترةً زمنيّة ما .. لها سببٌ مهمّ جدّاً .. وهو احترامه من قِبل مُعاصريه
و مُتعاطيه ... ذاك الاحترام الفارض عدم تجاوزه و الخروج عليه [ منه و إليه ]
و ما فنون الكتابة إلاّ خيرُ مثالٍ على ذلك و ما الشعر - أيضاً - إلاّ خيّرها ..
فلو تمّ احترام الشعر كما خُلقَ ما تعدّدتْ أشكاله و ألوانه و ولما تجدّدت أحواله
و أوزانه ولبقيَ تمثالاً خالياً من روح عصره و مُعاصريه .
أولئك الخارجون على السائد في الكتابة ما خرجوا إلاّ بعد اقتناعهم بقناعةٍ أدّتبهم إلى الإبداع ..
وتلك القناعة مُختصَرةٌ بـ [ عدم احترام الكتابة ] !!
وعدم احترام الكتابة هو قمّة احترامها .. لأنّ عدم الاحترام هذا ليس لكُنهها بل
لكونها .. وكونها محكومٌ بظروف زمانها و أُناسه .. أمّا كُنهُها فمُمتدٌ حتّى انتهائها .
لذلك لا يمكن احترام مالا وجود له ، بل ليس من العقل احترامه .
[ 9 ]
شاهدتُ لقاءً للشاعر : فاضل الغشم على إحدى القنوات وكانت استضافته كناقد
لا شاعر من خلال ما طُرح عليه من أسئلة .. حقيقة كانت الأسئلة مُضحكة إلى الحدّ
الذي جاءت معها الإجابات أشدّ إضحاكاً ولن أُعرّج على تقسيمه مدارس النقد و تفرّده بإحداهنّ ..
بل سأتحدّث مُستغرباًو أستغربُ مُتحدّثاً من إجابته على سؤالٍ يطلب فيه المقدم رأيه بالدكتور الناقد [ عبدالله الغذامي ]
- الذي تحوّل اسمه على لسان فاضل الغشم إلى القذامي -
الذي عاب على الدكتور استيراده المدارس النقديّة الغربيّة
و تطبيقها على الشعر العربيّ بل استنكر صِحّة ونجاح ماقام به الدكتور !!
وبالعودة إلى النقطة السابقة [ 8 ] ، يكون الدكتور مُبدعاً و لن يكون الغُشم إلاّ غشيماً .
[ 10 ]
أعودُ عالياً حيثُ الحديثُ عن [ العناوين ] ...
مُتحدّثاً عن طُرق كتابتها فقط :
وأقول بأنّ طريقة كتابة العنوان ليستْ حكراً على كاتبٍ دون آخر وعنّي غالباً
ما أُعنّوِنُ مواضيعي بطريقةِ القوسَين المُربّعين [] واضعاً بداخلهما العنوان مُشكلاً
بالحركات .. وكم ابتهجتُ و سعدتُ باستخدام هذه الطريقة عند بعض الأعضاء
وكنتُ أحلمُ باتّخاذ الجميع لها .. ليتميّز أعضاء أبعاد و أبعاد بهذه الطريقة في
كتابة العناوين .. ناهيكَ عن جمالها و رونقها الخارجيّ .
ما رأيكم أنْ نتّحد في ذلك :)