05‏/05‏/2008

[ لِيْ ثَلاثْ سِنِيْن مَاجَانِيْ شُكُرْ ]

[ ليس الزمن بثقةٍ ليُعال عليه بمجد ]

:

لستُ ممّن يؤمنون بالخبرة وأعتقد بأنّها سببُ تخلّفنا !
الخبرة ماهيَ إلا عملية إبقاء اللاحق كما السابق واستمرار الأمر و المُرّ كما تجرّعته أول مرة .
- هذا رأي شخصيّ لمدخلٍ غير شخصيّ -
إنْ آمنتَ - مثلي - بما سبق ستعتبر الآتي جريمة ،وإنْ لم تؤمن ستعتبره جريمةً أيضا !

الآتي :

قرأتُ في أحد المنتديات ردّاً لإحدى الكاتبات وكانت تهاجم كاتباً رائعاً يفوقهابألفِ سنةٍ ضوئيّة قائلةً له :
" أنا أكتب زاويةً لمدة ثلاث سنواتٍ بدون انقطاع "
تُريد من هذه العبارة / الكارثة أنْ تثبت تفوقها الكتابيّ عليه !!
سخيفٌ من اعتقد بأنّ الكتابة تُقاس بالمدة التي يسكن القلم فيها بين الأصابع
و الأسخفُ منه من اعتقد بأنّ الكتابة تقاس بكمية الحبر المسفوك على أوراقه !!

الكتابة : مَلَكةٌ و هِبَة
هيَ الشجرة بجذرها وأغصانها وأوراقها
ومَا الأغصان والأوراق إلا ما زاد عن الجذر / الكتابة مِن قراءةٍ واطلاع و " خبرة "
إذ لا يمكنني أنْ أُنتج من الأوراق والأغصان : شجرة ، و العكس صحيحٌ وصحيّ .

لو أعطيتُ جاهلاً بالكتابة قلماً وجعلتُه يكتب من مهده حت لحده فلن يستطيع كتابة سطرين من دهشة
تماماً كمن أغرق الأغصان بالماء لينتج شجرة !! .
. .
مشكلة تلك الكاتبة بأنّها و رغم زاويتها الحادة لم و لن تكتب حرفاً يليق بافتخارها وخاصةً على من يفوقها حرفاً
و لم ولن تتلقى تأييداً وإعجاباً مُذ كتبت فعلاً مصيبة !!!!!

ــــــــــ* العنوان من أغنية للفنان محمد عبده - بتصرّف -

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

سأهمسُ لحرفكَ بشيء :

الحرفُ يا قايد , يتطوّرُ مع الوقت , كلّما نظرَ الكاتبُ لما كتبَه سابقاً و لنقل مثلاً منذ سنة , و جدَ ان قلمهُ أصبحَ أكثرَ نُضجاً و مقدرةً على تطويعِ الحرف ..

لا بأسَ أن ندعَ لأقلامنا فرصةَ التّطور واكتسابَ خبرةَ اللّغة , ناهيكَ عن أنّ دراسةَ اللغة و الحرف , أمر رئيسيٌّ في السّيطرةِ على اللّغة أثناء كتابةِ نصٍّ ما , أيّاً كانَ نوعه .

حتماً الأمرُ لا ينطبقُ على الحالةِ الّتي ذكرت , وإن كنتُ سأبحثُ عن خلفيّاتِ الأمر , و أحاولُ فهمَ ابعادِ الرؤيةِ المحدودةِ للكاتبةِ المذكورة .


ما أردتُه فقط , أن ألمّح / أصرّح أنَّ الخبرةَ , أمرٌ أساسيّ لا يمكن تجاهله , و لتنظر إلى حروف الكثيرين من كبار الشّعراء والكُتّاب , أو مثلاً لكتابات طه حسين في بداياته , أو ربّما عبد الرّحمن منيف , أو أدونيس ... أو قصائد الجواهري , و نصوص الماغوط ..

كثيراً ما شعرتُ بتطوّر الحسّ اللّغوي و الشّعري و الكتابيّ , لنصوصهم في فترةِ ازدهارهم , عن تلكَ الّتي كتبوها في بداياتهم على وجل .


وبعد .. فإنّ هذا المقال , قطعةٌ منَ جنّةِ الفكر ..