22‏/08‏/2013

[ دِراسة ] 1 - البناء الدائري في الشعر -


رسم النقـاد المـحدثيـن أشكـالاً للقصيدة الحديثة منهـا ( البنـاء الدائري )
وبالتحديد شكله ( الدائري المفتـوح ) الذي يوافقـه إلى حدّ كبيـر هـذا المقطـع من القصيدة ... ، فالبنـاء الدائري يهـدف إلى ابتـداء القصيدة بموقف معـين أو لحظـة نفسيـة ، ثم العـودة مرةً أخـرى إلى الموقف نفـسه ليخـتم به القصيـدة أو المقطـع ، والبنـاء الدائري المفتـوح : أنّ الشـاعر لا يخـتم دورته الشعورية حتى يعـود إلى حيث بدأ .. إنمـا هو ينتهـي إلى نهـاية غير نهـائيـة إنمـا ترتبط بالبـداية ارتبـاطـاً عضـوياً ولكنهـا ليست هي البداية إنهـا نهـاية مُشـرعة أبـوابهـا لكل فضـاء يأخذ بيد القـارئ إلى ما يوصله خياله من شـاسع المـدارات ، فشـاعرنا بدأ المقطع / القصيدة بتقشـير البرتقال / الوطـن ونفيـه له ليأخـذنا من هـناك إلى هـنا في رحلة الأمكنـة مُستوطنـاً ما كان له فيـه من خُطى ...
من أمكنـة حسيـة ثم معنـوية متعددة إلى أن يعـود في النهـاية إلى الوطـن / تلك البرتقـالة !!فبـدأ : ( بوطـن ) .. وانتهـى : (ببلـد ) 
لـمَ لـم ينتـهي كمـا بدأ ... بوطـن ... !! .. ؟
هـذا ما أراده الشـاعر .. فضـاءٌ من خيـالك وسنـابل من توقعـاتك ليقـول لك :
ابـقَ معـي وانـظر إلى هـذا الشكـل ستـرى البنـاء الدائري المفتـوح على أرحـب فضـــــاء .... .

:
:

"ساور الشـاعر يقيـنه ...
في النجـوم
البرتقـال اللي يقــشر عـاشقيـنه ــــــــــــــ
( وطن ) 
طفل ....
فـي الـقـوافي ... ـــــــــــ [ مكان معنـوي ]
مجدنـا الحـافي .. ـــــــــــ [ مكان معنـوي ]
يبللني جفـافـي ..

فـي السـفيـنه : ..ـــــــــــ [ مكان حسـي ] 
ناقة البحـر الحـزينه 
يرتحل ....
أرخته شفاه عذار قبلـته بشـهوةٍ ثيب و جغرفه الكحـل
في المـواني ...
ما سوى الغير في روحي من جروحي يعرف الليله مكاني
كل دربٍ وعر: شعـر ـــــــــ [ مكان معنـوي ]
وكل ماهبت غصونك مالت الريح وتشضّت في دم الشيـح
المعـاني فـي الجـسد
يامنـافينا نما فينا بلـد " ــــــــــــــــــــ ( بلد )

ليست هناك تعليقات: