
*
كتبتُ الآتي قبل رحيله :
*
[ حِكْمَةُ الْمَحْكُوم ]
الرسم : حكمة
الرسم : حكمة
الصورة : محكومة
الرسم رؤيةٌ تتجاوز إلى الرؤيا ،
خلافاً للصورة المحكومة بالرؤية وتجاوزها– أي الصورة – ليس شرطاً لأنّه غيرممكن " حيناً " .
والجمع بين الحكمة وما هو محكوم كالجمع بين المستحيل والممكن أو ما يحمل صفة– غير الممكن – حيناً .
والمخرج يوسف شاهين :
يرسم الصورة بحكمة الأولى و إحكام الثانية ..
يزيد على ذلك أيضاً بتحريك الحكمة ، ليُلغي ما عُرفَ عنهامن جمود .
وهنا قَلْبٌ للموازين ، وينعتُ هذا " القلب " بالإبداع .
* * *
العين : حكمة
الأذن : محكومة
الحكمة تنبع من الرؤية المتجاوزة إلى الرؤيا ، والرؤية للعين بينما الرؤيا للعقل ،
والأذن محكومة بالرؤية ، واجتماعهما : دليلٌ وإثبات .
والمخرج يوسف شاهين :
قادرٌ على إلغاء الحكمة هنا وبثّ الحركة في المحكوم ،
ولن يتمّذلك إلاّ بعمليةٍ جنونيةٍ قد تتهمونني بها ،
هي أيضاً مُخاطرة :
[ أنْ تتابع فيلماً ليوسف شاهين وأنت مغمض العينين ومُكتفياً بالموسيقى التصويرية فقط ...]
لتحلّ الأذن محلّ العين – قبلاً - و محلّ نفسها – بعداً -.
فيصدُق من قال : بأنّ الأذن تعشق قبل العين " أحيانا "
* * *
اليوم .. بعد أنْ رحل المُبدع [ يوسف شاهين ]
كأنّه يُكمل ماسبق من تعليمه لنا و يُضيفُ درساً آخر عن الرحيل
وكيف يكون للعظماءِ رحيلٌ لا يُشبه إلاّهُمْ ..
أُعزّي الفنّ
أُعزّي الشاشة
أُعزّي الإضاءة
أُعزّي الكاميرا
أُعزّي العالم جميعه بدءاً بأدقّ الأشياء وانتهاءً بأعظمها كـ هو
*
*
*
:
:
يتبع / يدمع
هناك تعليق واحد:
:
من " باب الحديد " مروراً ب " العصفور " الّذي حملَ بمنقارهِ ابداعَ هذا الرّجل لينثره على ساحاتِ الفنّ الكاذب و يحلّل اللّون الأبيض إلى ألوانِه السّبعة أمام الكاميرا, ثمّ " المهاجر " و " المصير " و الآخر " , و لا ننسى عالميّة عمر الشّريف , كلّ ذلكَ سيخلّد اسمَ هذا المُبدعِ في تاريخِ الفنِّ العربيّ الراقي ..
يا قايد ..
تلامسُ النّورَ و تمنحهُ فجرَهُ و إن غطّته كفوفهم ,
أنتظرُ ما يتبع , بما يدمع !
إرسال تعليق